" أضحى الفن في الحداثة ينظر إليه بوصفه تعبيرا عن الأصالة، وإظهارا للطبيعة الداخلية للذات، وهذا التحول أفضى -مع أسباب أخرى- إلى نشوء مظاهر تقديس الفن، لأن مثال الأصالة الفردانية لم يعد ممكنا إلا في الممارسة الفنية فقط، وبذلك تحول الخلق الفني إلى نموذج لتعريف الذات"
ص341

"كما تولد عن هذا التحول العام في مكانة الفن ومفهومه، انتقال غرض الفن من المحاكاة والتثقيف، ليكون هدفه إنتاج الجمال المجرد"
ص344

"هذه المكانة الرفيعة التي منحت للفن الحداثي تنبع أيضا من واقع تراجع بل تلاشي إطلاقية القيم، بالتزامن مع تراجع إطلاقية الدين نفسه، فتضعضع نظام القيم المطلقة فاقم من حاجة الفرد إلى المطلق، لكونه لا يستطيع الاستغناء عن المطلقات، وهذه السيولة القيمية والطابع النسبي لكل القيم قد أصبح -باستمرار- أكثر وضوحا بواسطة طرائق الإنتاج الرأسمالي، وهذا ما وفر المناخ الملائم لكي تنصّب عاطفة الوجد الشديدة والخيال والإبداع الفني قيمة مطلقة"
ص349