-
تعليق على الورد الثالث عشر
بصوت الكاتب
15700:00
لا يوجد مناقشات
"فالفن -بسبب مضامينه الانفعالية والوجدانية- يوفر إشباعا روحيا مؤقتا، أو يوهم بالإشباع الروحي، وهي حاجة دفينة إلى الكمال والجمال، والتناغم والانسجام، مع الذات والعالم، وهذا الشعور الفني الكثيف المتكرر يضعف -أو يلغي- دوافع الفرد للبحث عن المعنى"
ص354-355
"كما أن الانغماس في استهلاك الفنون وإنتاجها قد يوهم الفرد المعاصر بالشعور بالامتداد الزمني، والامتلاء الروحاني، وينسيه محدودية الحياة القصيرة، ويصرفه عن التعامل الجدي مع وجود حياة أخرى أبدية، بل إن تعملق التقانة وأوهام التقدم العلمي قد تداعب خيال البعض بإمكان الخلود والأبدية في هذا العالم"
ص357
"فالفرد المعاصر يسعى إلى تثبيت بل تخليد لحظة العيش في الهنا والآن، بتأكيد التناسي المنظم للماضي، وفي بحثه عن الذاتية الأصيلة يعد الماضي قيدا يحول دون تحرر ذاته وانفتاح إمكاناتها، وهو يكرس جهده ليتمثل الزمن بوصفه حاضر مخلوق ذاتيا، في لحظة أزلية غير تاريخية، ليس لها أي تاريخ ملزم، ولا تتطلب إلا سردا متماسكا من مشهد لآخر، ويفكر بصورة نقيضه لليوتوبيا، فنحن في المستقبل، وما يهم اليوم والآن، ومن بعدنا الطوفان"
ص368-369
"فالانغمار المطلق في اللحظة الحاضرة -كما تصفه هذه الروحانيات ومن تأثر بها-؛ ليس سوى حالة هروبية من تبعات الوجود البشري داخل هذا العالم، الذي ينغرس في بنية الزمن والتاريخ انغراسا حتميا، وهي شكل من أشكال التطهر البوذي من الوجود يقود -في نهاية المطاف- إلى إلغاء أهمية سؤال المعنى؛ فالعمق الأساسي للبوذية يكمن في أنها تساعد أتباعها على الوصول إلى رؤية للعالم تختفي فيها مسألة المعنى كليا؛ فهي لا تقدم إجابة لسؤال المعنى، بقدر ما ترسم طريقة جذابة للتهرب منه، ففي لحظة الحضور الكامل للآن لا وجود للماضي ولا المستقبل ومن ثم لا وجود للمعنى ولا حاجة إليه"
ص374-375
"فطوفان الحركية الزمانية والإدراكية التي يواجهها الفرد من جراء اتصاله الدائم بالشبكات التواصلية قد يفقده حتى الوجود في اللحظة الحاضرة، ويصل الأمر -أحيانا- إلى الحنين إلى اللحظة الحاضرة، أي الحنين إلى لحظة مركزة وصافية ينعم فيها الذهن بالاستقرار والطمأنينة، لأن اللحظة الحاضرة أخذت بالاضمحلال وتحولت إلى لحظة افتراضية"
ص381
لا يوجد استفسارات