-
تعليق على الورد الثاني
بصوت الكاتب
10800:00
المعتزلة
من: 65 — إلى: 65
مرت فرقة المعتزلة بعدد من المراحل في أٌقوالها، واستقر أمرها على القول بخمسة أصول أساسية، من قال بها فهو من المعتزلة، ومن لم يقل بها فهو ليس منهم، وهي:
الأصل الأول: التوحيد، ويقصدون به نفي قيام معاني الصفات بالذات الإلهية، فالمعتزلة معطلة في الصفات.
الأصل الثاني: العدل، ويقصدون به أن الله تعالى لا تأثير له في فعل العبد، وأن العبد هو المحدث لأفعاله.
الأصل الثالث: المنزلة بين المنزلتين، ويقصدون به أن فاعل الكبيرة لا مؤمن ولا كافر، وإنما هو في منزلة بين ذلك، تسمى منزلة الفسق، فهذا الأصل يتعلق بحكم صاحب الكبيرة في الدنيا.
الأصل الرابع: إنفاذ الوعيد، ويقصدون به أن صاحب الكبيرة لا بد أن يدخل النار يوم القيامة ولا يخرج منها بعد دخولها، فقولهم مكون من أمرين: الأول وجوب إنفاذ الوعيد في صاحب الكبيرة، والثاني، أن إنفاذ الوعيد يكون على جهة التأبيد، وهذا الأصل يتعلق بحكم صاحب الكبيرة في الآخرة.
الأصل الخامس: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويقصدون به البحث في أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما يتعلق به من تفاصيل الإمامة والتعامل مع الحكام.
انظر: قانون التأسيس العقدي، للدكتور سلطان العميري، ص144.
نورة محمد
مامدى صحة ماذكر في ويكيبديا في ترجمة الدكتور محمد عمارة رحمه الله من أنه( مر بأطوار من الماركسية إلى الاعتزال فالسلفية)؟
د.ظافر بن سعيد ظافر بن شرقة
تأثره بالاشتراكية نقلته عن الأستاذ جمال سلطان في بعض مقالاته، ويمكن ملاحظة تأثر محمد عمارة بأطروحات الاشتراكيين في كتاباته القديمة ، ككتاب (الإسلام والثورة) مثلا، وتأثره بهم كان في رؤيتهم للمال والاقتصاد وليس في الايديولوجيا المتعلقة بنظرتهم للوجود أو الاله ونحو ذلك.
حسب اطلاعي ونظرتي الخاصة فإن دعوى تحوله الى السلفية لا تخلو من مبالغة، فقد توفي رحمه الله وكتبه القديمة في تمجيد الاعتزال كما هي!!، لم يتخلى عنها أو يتبرأ منها حسب علمي، صحيح أنه قبل وفاته كتب يثني على شيخ الاسلام ابن تيمية ويعظمه، ولكن من البدهي أن مطلق مدح شيخ الاسلام لا يكون دليلا على سلفية المادح له، فكيف اذا كان ما كتبه محمد عمارة في الثناء على ابن تيمية متجه الى اعطاء العقل مكانة!!، والى نقض فلسفة اليونان!! والى جهاد الصليبيين!!، ونحو تلك المحامد التي -قد- يوافقه عليها بعض القوميين دون غضاضة!!، ولم يتطرق د عمارة الى آثار شيخ الاسلام في الرد على المعتزلة مثلا ، ولا الى نقضه لأصولهم التي يرى فيها د عمارة تنويرا وابداعا!!
محمد بن عبد السلام
ما تقييمكم لردة الفعل التي طالت أصحاب الإتجاه العقلي المعاصر _خاصة الذين تأثروا به عن حسن نية وحاولوا الدفاع عن الإسلام _ من طرف منتقديهم سواء كانوا من أهل السنة أو من العلمانيين؟
د.ظافر بن سعيد ظافر بن شرقة
وأما الردود العنيفة لبعض العلمانيين تجاه بعض الاسلاميين المتأثرين بهذا الاتجاه فإنها مفهومة لدي ، على اعتبار أن كثيرا من الاسلاميين لا يزال مؤمنا بمرجعية الدين ولو اجمالا ويرفضون التبعية العمياء للفكر الوافد وإن تأثروا بشيء منها، ولأجل ذلك نبهت في بداية الكتاب على ان من العدل عند الحديث عن آحاد المتأثرين بالعقلانية أن نفرق بين من ينطلق في عقلانيته -المزعومة- من رغبة في نصرة الاسلام والدفاع عنه، ومن ينطلق من رغبة في تجاوزه وتهميشه في حياة الانسان..
د.ظافر بن سعيد ظافر بن شرقة
بالنسبة لردود اهل السنة.. فالمكتبة الاسلامية لا زالت في ظني محتاجة الى مزيد كتابة ومراجعة في نقد هذا الاتجاه، وثراؤها بذلك -فيما لو حصل- سوف يكون معينا في تحليل الخطاب العقلاني وتعميق دراستنا لأبعاده المختلفة مع الاستعانة بعلوم أخرى (الفلسفة-التاريخ-الاقتصاد-الاجتماع...الخ)، وصرف اهتمام اكبر في تحليل الظاهرة، دون الاستغراق في الشخصيات، ودون ان يتمحور نقد الخطاب حول آحاد المتأثرين بالاتجاه العقلاني، أو معالجة أخطاء قد لا تكون بالضرورة نابعة عن منهج يلتزم به صاحبه، او استسهال خطأ باعتباره زلة غير مقصودة من المفكر او الكاتب بينما هي في الحقيقة مبنية على رؤية منهجية يرتكز عليها الكاتب
محمد بن عبد السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، ووفقكم لما يحب ويرضى.
هل يُعد فكر مالك بن نبي رحمه الله تعالى رافدا من روافد الإتجاه العقلي المعاصر خاصة المحافظين منهم الذين دافعوا عن الإسلام ؟
وهل استفادت _أو بالأحرى_ تأثرت المدرسة السنية_الأثرية_ بالإتجاه العقلي المعاصر خاصة و المسلمون يشهدون تسارعا واضحا في إدخال القيم الغربية و المفاهيم العلمانية على جميع الأصعدة من سياسة إلى إعلام إلى تعليم .....
د.ظافر بن سعيد ظافر بن شرقة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله استاذ محمد.. وجزاك خيرا على دعواتك الطيبة
بالنسبة للاتجاه العقلي موضوع الدراسة فإنه كان سابقا على وجود مالك بن نبي ، ولست متأكدا من تأثيره في هذا الجانب
وبالنسبة لتأثير الاتجاه العقلي في المدرسة الأثرية - اذا كان المقصود بالتأثير هو التفاعل -من بعض المنتسبين للمدرسة الأثرية - مع موضوعات النهضة ومشاريع الاصلاح وتحديات الثقافة الوافدة وتقديم رؤية تأصيلية لها وفق منظومة أهل الأثر فنعم
واما اذا كان المقصود بالتأثير هو إعادة صياغة الأصول المنهجية لدى أتباع المنهج السلفي نتيجة ذلك التفاعل فواقع الردود على أصحاب هذا الاتجاه وما كتب حتى اليوم في نقده دليل كاف على التنافر بين الطريقتين
والله أعلم
نورة محمد
السلام عليكم
ماذا تقصد المعتزلة بقولها:(أن المعارف كلها عقلية حصولا ووجوبا قبل الشرع وبعده)؟
د.ظافر بن سعيد ظافر بن شرقة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، يرى المعتزلة ان جميع المعارف (تدرك بالعقل) وأن العقل يهدي الى الحق في الأصول الكلية وصفات الله تعالى وشرعه المترتب على امتثاله أو تركه ثواب او عقاب ، كل ذلك يدركه العقل عندهم قبل إرسال الرسل وبعد ارسالهم، وما جاء به الرسل يؤخذ ما لم يتعارض مع العقل، ولذلك إذا تعارض ما جاء به الرسل مع العقل وجب المصير الى العقل وليس الى الرسل، وان جاء الرسل بالحق فلاجل موافقتهم للعقل، وعليه فان العقل هو الحكم وهو الحاكم على النص(حصولا: يعني تحصل به -العقل- المعرفة)، ثم إن العقاب أو الثواب للمتثل أو المخالف إنما هو واجب على الله -تعالى الله- تبعا لأصلهم المبتدع في (العدل).